الباحثة : شيخة عادل خليفة الزايد
السلام الداخلي
من منَّا لا يريد أن ينعم بحياة هادئة وسعيدة وخالية من المنغصات؟ وكيف يمكننا تحقيق ذلك؟ تعدُّ إمكانية الوصول إلى السلام الداخلي أحد أهم الطرائق التي تمنحنا الحياة السعيدة؛ لكن، ما مفهوم السلام الداخلي؟ وما سُبل تحقيقه؟ وهل لحب الذات أهمية في الوصول إلى السلام الداخلي؟ وما المقصود بحب الذات؟
كيف تتغلب على الشُّعور بالاستياء؟
6 نصائح لتحقيق السلام الداخلي وحب الذات والتصالح معها:
1. التركيز على الأشياء التي تستطيع التحكُّم بها: تستطيع أن تفعل الكثير من الأشياء لتستمع بحياةٍ سعيدة وسلام داخلي، نذكر منها: الالتقاء بالأصدقاء المقربين الذين ترتاح بالجلوس والحديث معهم. الاهتمام بصحتك من خلال تناول المأكولات الصحية مثلاً. ممارسة التمرينات الرياضية يومياً.
2. . تعلُّم عيش بالشعور اللحظة الحالية: يُشعِرك التفكير المُستمر في أحداث الماضي والمستقبل بالتوتر، لدرجة أنَّك يمكن أن تفقد عقلك؛ بالإضافة إلى أنَّه يُغيِّب عنك حلاوة الحاضر الذي تعيشه، ويحول دون استمتاعك بلحظاته الجميلة. يجب عليك تعلُّم تقييم الأحداث في وقت حدوثها، فهناك فارقٌ كبير في الضغط النفسي والإجهاد الفكري والعقلي والتوتر.
يجب أن يكون تفكيرك منصباً على اليوم الذي تعيشه، والأشياء التي ستقوم بها في هذا اليوم؛ بدلاً من الغرق في التفكير فيما كان ينبغي أن يحدث يوم أمس.
3. تَعَلُّم سياسة القَبول: يجب عليك تقبُّل كلِّ ما لا تستطيع تغييره، فهناك الكثير من الأشياء التي لا تستطيع تغييرها، والكثير من الأفراد الذين يتصرَّفون بطريقةٍ لا تريدها، أو بطريقةٍ متنافية مع المنطق والأعراف؛ فرغم كلِّ محاولاتك لنصحهم وتوجيههم ولفت نظرهم، أو مناقشتهم والتفاوض معهم؛ إلَّا أنَّهم لا يتأثرون أبداً. لذا عليك ترويض نفسك على قَبول ذلك، وتقبُّل حقيقة أنَّ هناك الكثير من الأشياء التي لا يمكنك تغييرها.
4. القُدرة على التسامح: يجب عليك أن تتمتع بالقُدرة على التسامح لتجد السلام الداخلي في نفسك، وتكون خطواتك بعيدةً عن الماضي وأحداثه المزعجة؛ إذ إنَّ التسامح قادر على منحك المقدرة والشفاء والنمو. يشمل التسامح مُسامحة النفس والآخرين؛ ذلك لأنَّك إن لم تستطع مسامحة نفسك، فلن تستطيع الإبقاء على احترامك لذاتك وثقتك بها وتقديرك لها؛ وإن لم تستطع مُسامحة الأشخاص الآخرين، فلن تستطيع نسيان الأحداث الماضية.
5. الضحك: لن تتمكَّن من إيجاد الحلول لكلِّ مشكلات العالم من خلال شعورك بالقلق والتوتر والذنب والحزن الشديد إثر كلِّ الأخبار والصور المؤذية؛ لذلك ابتعد عن كلِّ ما يجعلك تفكر تفكيراً سلبياً ومتشائماً، وحاول قدر الإمكان البحث عن الفكاهة والضحك والمزاح البعيد عن السخرية وإيذاء مشاعر الآخرين؛ فالضحك أسهل طريقة لتفريغ الشحنات السلبية التي تحول بينك وبين شعورك بالسلام الداخلي، وهو الدواء المشترك والمجاني لكلِّ هموم العالم وأمراضه.
6. التأمل: يساهم التأمل في تخفيف أعراض التوتر والقلق، كما يمكنه منحك التبصر والهدوء، ويسمح لك بضبط عواطفك وأفكارك، وستكون قادراً من خلاله على رصد عالمك الداخلي؛ كما أنَّه يجعلك قادراً على إبقاء الأمور في نصابها، ويمكِّنك من إصدار الأحكام بدقةٍ أكثر
كلمة أخيرة:
الالتزام بالقيم والأخلاق: يعدُّ التزامك بالمبادىء والأخلاق والقيم، مثلا: الوفاء بالوعد، والصدق، ومُساعدة الآخرين في حدود قدراتك، ومحبة الناس، والابتعاد عن الغيبة والنميمة؛ من أهم الأمور التي يمكنها أن تمنحك الرضا والراحة والسلام الداخلي، وتُساهم في إبعادك عن القلق والتوتر والاضطراب النفسي. يجب أن تُذكِّر نفسك دائماً بأنَّ إشغال نفسك وتفكيرك في تغيير طباع الناس وأفعالهم هدرٌ لطاقتك دون جدوى؛ وأنَّ بإمكانك بالمقابل تغيير ذاتك في أيِّ لحظةٍ تقرر بها ذلك، وأنَّك المتحكم الوحيد في هذا القرار.