بداية يجب القول إن ما لا يستوعبه المرء منا بسهولة أو من أول مرة، لكن ما أن تتخطى البدايات حتى تغوص في معاني الأفكار والنقاط التي ينبهنا الكاتب لها، في خضم البحث عن الطرق والسبل لتفجير منابع التفكير الإيجابي الذاتي، والاندفاع للتحول من السلبية إلى الإيجابية في كل شيء. سأحكي لكم قصة الفيل الذي جلبه صاحبه ليضعه في حديقة قصره، رابطًا قدم الفيل شديد القوة بكرة ثقيلة من الحديد، على مر أيام وأسابيع حاول الفيل تخليص قدّمه من القيد، حتى يأس من الأمر وتوقف عن المحاولة، حتى جاء يوم أبدل فيه صاحب القصر كرة الحديد بكرة من الخشب – لو كان للفيل صاحبنا أصابع لهشم هذه الكرة الخشبية بأصبعه الصغير – وفي يوم سأل سائل صاحب القصر، كيف لا يحاول الفيل تحطيم الكرة وتخليص نفسه من الأسر، فرد عليه صاحب الفيل: إن هذا الفيل قوي جدًا، وهو يستطيع تخليص نفسه من القيد بمنتهى السهولة، لكن أنا وأنت نعلم ذلك، لكن الأهم هو أن الفيل لا يعلم ذلك، ولا يعرف مدى قدراته الذاتية!. الفيل صديقنا يعاني مما نسمّيه البرمجة السلبية، لقد غدا غير واثقًا في قدراته الذاتية، مثله مثلنا جميعًا، لكن البشرى هي أننا نستطيع تغيير كل ذلك، وهذا التغيير يجب أن يبدأ بخطوة أولى، هذه الخطوة هي أن نقرر التغيير. أي تغيير في حياة كل منا إنما يحدث أولاً في داخلنا، في الطريقة التي نفكر بها. يجب التحدث مع الذات – ذلك القاتل الصامت. يقول ديل كارنيجي في كتابه «دع القلق وابدأ الحياة» كيف أن 93% من الأحداث التي نؤمن أنها سوف تسبب إحساسات سلبية لنا لا تحدث أبدًا، وأن 7% أو أقل من التي تحدث فعلاً لا يمكن لنا التحكم فيها مثل الطقس أو الموت مثلاً. يرى الكاتب أن هناك خمسة مصادر للبرمجة الذاتية: 1- الوالدان. 2- المدرسة. 3- الأصدقاء. 4- وسائل الإعلام. 5- أنت نفسك، فما تضعه في ذهنك «سلبي أو إيجابي» ستجْنيه في النهاية. ينصحنا الكاتب بمراقبة النفس وحديثها، في أربع جمل تحدد مصير كل منا: راقب أفكارك؛ لأنها ستصبح أفعال، راقب أفعالك؛ لأنها ستصبح عادات، راقب عاداتك؛ لأنها ستصبح طباعًا، راقب طباعك؛ لأنها ستصبح مصيرك. أسوأ ضرر يلحقه الإنسان بنفسه هو ظنه السيئ بنفسه، لكن باستطاعة كل واحد منا تغيير أي برمجة سلبية لحقت به وإحلال برمجة إيجابية بدلاً منها، والسبب بسيط، إننا نتحكم في أفكارنا، فنحن المالكون لعقولنا، ولذا يمكننا أن نغير فيها وفقًا لرغباتنا. أفكارك تحت سيطرتك أنت لا يستطيع غيرك توجيهها دون موافقتك، ومن الممكن ببساطة تحويلها إلى الاتجاه السليم. يقول جاك كانفيلد ومارك فينسن في كتابهما «تجرأ لتكسب»: كلنا متساوون، نملك كلنا 18 مليونَ خليةٍ تتكون منها عقولنا، كل ما يلزمها هو التوجيه. والخلاصة يجب التفرقة بوضوح بين العقل الحاضر والعقل الباطن، فالحاضر هو من عليه تجميع المعلومات وإرسالها إلى الباطن لتغذيته بها، وهذا الأخير لا يعقل الأشياء، بل يخزنها ويكرّرها فيما بعد دون تفكير. بناءً على ذلك، إذا قمتَ بالقول لنفسك «أنك قوي، أنك سعيد، أنك قادر على توفير حلول لمشاكلك»، واستمررت تكررها، فسيخزّنها العقل الباطن، حتى تصبح منهجك في الحياة. الباحثة شيخة عادل الزايد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *